يستمر المغاربة في التفوق الأكاديمي بعدد من جامعات أوروبا والعالم، بموازاةٍ مع حضور وازن لا تخطئه عيون عدد من الفعاليات والمؤسسات المهتمة بالتعليم العالي المغربي؛ وهو ما أكدته أحدَث الإحصائيات الواردة ضمن تقرير سنوي أصدرته “كامبوس فرانس”.
ووفق بيانات التقرير الذي طالعت نسختَه الكاملة جريدة هسبريس الإلكترونية “مازال المغاربة أكبر جالية طلابية أجنبية في جامعات ومعاهد فرنسا”، حسبما أبرزته مؤسسة “Campus France” ذات الاختصاص في هذا المجال.
وباستقراء دقيق لأرقام نسخة 2024 من التقرير المعنون بـ«الأرقام الرئيسية في حركية وتنقيلات الطلاب»، يتأكد، مجددا “ارتفاع مُطّرد في حركية الطلبة والطالبات المغاربة الذين يتابعون دراسات عليا متعددة بفرنسا”.
وفي التفاصيل، من إجمالي عدد طلبة أجانب بالغ 412.087 شكل الطلبة المغاربة ما مجموعه 45.126 لمتابعة التعليم العالي في فرنسا خلال العام الدراسي 2022-2023، ليتبوّؤوا بذلك المركز الأول بين الجاليات الطلابية الأجنبية، مُتقدّمين على نظرائهم الجزائريين الذين حلوا ثانيا (32.147)، ثم الطلبة الصينيين في المركز الثالث (25.605).
ومع تسجيل 6110 طلاب في العام الأكاديمي/الجامعي نفسه يعدّ المغرب أيضاً “أول بلد منشأ للطلاب الأجانب المسجلين في كليات ومعاهد الهندسة في فرنسا”، بحسب الهيئة التابعة للوكالة الفرنسية لتعزيز التعليم العالي والاستقبال والتنقل الدولي.
كما سجل التقرير، ضمن بيانات مرفقة بالشرح والرسوم، “تطورا ملحوظا” من حيث “العدد الإجمالي” للطلاب المغاربة في فرنسا في الموسم الجامعي 2022-2023، بارتفاع بنسبة 3 في المائة مقارنة بعام 2021-2022؛ وهو ما يؤشر على ارتفاع في عدد وحجم “مجتمع الطلبة المغاربة الذي يقصدون جامعات ومدارس فرنسا ومعاهدها”، منذ سنوات الجائحة الوبائية لكورونا.
“مازال المغرب والجزائر والصين بلدان المنشأ الرئيسية الثلاثة للطلبة الأجانب في فرنسا”، يورد تقرير “كامبيس فرانس”، ملاحظا “زيادة 21 من أصل 25 في ما يخص الوحدات الأوائل من الطلاب الأجانب في 2022-2023، مع زيادة قوية، على الخصوص، في عدد الطلاب المتحدّرين من إيطاليا، وإسبانيا ولبنان، فضلا عن طلبة من الكونغو والهند”.
ومازال “استمرار الحرب في أوكرانيا” يُلقي بظلال وارفة على عدد الطلبة الذين يقصدون الجامعات ومدارس التعليم العالي الفرنسي، وهو ما لفت إليه مصدر البيانات ذاتها بـ”تضاعُف” عدد الطلاب الأوكرانيين خلال عام/موسم واحد (زائد 111 بالمائة).
طلبة شمال إفريقيا يقصدون فرنسا
في المقابل تظل فرنسا “الوجهة الأولى للطلاب من جميع أنحاء العالم”؛ الذين ارتفع عددهم في جامعاتها بنسبة 3 بالمائة على مدار عام واحد، و17 بالمائة على مدار خمس سنوات، بحسب التقرير نفسه الذي أكد استمرار طلبة دول شمال إفريقيا على وجه الخصوص في تشكيل “أكبر وحدات وفئات الطلبة الملتحقين”.
أما على الصعيد العالمي فأورد المصدر نفسه أن “فرنسا تحافظ على مركزها السادس بين البلدان المضيفة لتنقلات الحركية الطلابية”، وختم بأن “التغييرات التي تم الإعلان عنها مؤخراً في السياسات العامة والإعلان عن إجراءات للحد من عدد الطلاب المتنقّلين في بعض البلدان المضيفة الرئيسية – خاصة في كندا والمملكة المتحدة وهولندا – يمكن أن تبطئ نمو تنقل الطلاب”، وفق “الوكالة الفرنسية لتعزيز التعليم العالي”.
جدير بالتذكير أن “نسخة 2024” من التقرير المذكور جاءت أياما قليلة بعد “إعلان السفارة الفرنسية بالمغرب عن تسهيلات في إجراءات الحصول على مواعيد تأشيرات “شنغن” الخاصة بفرنسا لفائدة الطلبة المغاربة الذين تخرّجوا من التعليم العالي الفرنسي”.
وكان الحساب الرسمي للسفارة نشر عبر “فايسبوك” فيديو توضيحيا جاء فيه أن “هذا الإعلان يهم الحاصلين على الماستر أو الدكتوراه بالجامعات أو المدارس العليا وغيرها ضمن نظام التعليم العالي بفرنسا”.
وبحسب المصدر عينه فإن “هذه المبادرة تساهم في تسهيل إجراءات الحصول على مواعيد التأشيرات الخاصة بنظام ‘شنغن’ لفائدة الطلبة المغاربة المتخرجين من فرنسا، التي يمكن أن تصل مدتها إلى حوالي خمس سنوات تمكّنهم من زيارة فرنسا”.