أبرز العناوين

مشهد مؤثر يودع بطلاً: الشرطة الهولندية والمجتمع يكرمون المغربي ياسين زرقيط




في لحظات تجسد أسمى معاني الوفاء والتقدير، ودعت مدينة دوردريخت الهولندية، يوم أمس، أحد أبنائها البارين، الشرطي ياسين زرقيط، الذي وافته المنية بعد رحلة صعبة مع مرض السرطان. زرقيط، الذي ينحدر من أصول مغربية، قضى سنوات عمره في خدمة الأمن والمجتمع في هولندا، تاركاً خلفه إرثاً من التفاني والإخلاص استحق عليه احترام وتقدير زملائه والمواطنين على حد سواء.


المشهد المهيب الذي شهده مسجد الفتح في دوردريخت كان دليلاً قاطعاً على المكانة التي كان يحظى بها الراحل في قلوب من عرفوه. فبين جنبات المسجد، تجمع العشرات من رجال الشرطة بزيّهم الرسمي، جنباً إلى جنب مع جموع المصلين والزوار الدائمين للمسجد، ليشهدوا توديعاً مؤثراً يليق برجل نذر حياته لخدمة الآخرين.


حضور عمدة المدينة بالنيابة، بيتر فان دير فيلدين، للجنازة، يعكس بدوره التقدير العميق الذي تكنه المؤسسات الرسمية في هولندا للراحل. وقد بدا التأثر واضحاً على وجوه الحاضرين، الذين استذكروا مناقب الفقيد وإسهاماته في حفظ الأمن وخدمة المجتمع الهولندي بتفانٍ وإخلاص.


قصة الشرطي ياسين زرقيط هي قصة نجاح واندماج مشرف لأفراد الجالية المغربية في هولندا. فقد استطاع الراحل، من خلال عمله الدؤوب والتزامه بقيم النزاهة والعدل، أن يكسب ثقة واحترام زملائه والمواطنين على اختلاف أصولهم. رحيله يمثل خسارة فادحة للجهاز الأمني الهولندي وللمجتمع ككل، ولكنه في الوقت نفسه يترك وراءه نموذجاً يحتذى به في التفاني في العمل وخدمة المجتمع.


هذا التوديع المهيب يعكس قوة الروابط الإنسانية التي تتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية. إنه يؤكد على أن العمل المخلص والنزاهة هما مفتاح كسب القلوب والاحترام في أي مجتمع. وسيظل اسم ياسين زرقيط محفوراً في ذاكرة كل من عرفه، كرمز للعطاء والإخلاص والاندماج الإيجابي.


رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

Post Top Ad

Your Ad Spot

ررررررررر